رسائل لم ترسل - 2
"لماذا أراكَ على كُل شيء
كأنَّكَ في الأرضِ كُل البشر
كأنَّكَ دربٌ بغيرِ انتهاء
وأنِّي خُلقتُ لهذا السفر"
-فاروق جويدة.
__
عزيزي الغريب..
حتى الآن لا أكاد أصدق أننا لن نتقابل يومًا، أن مُستقري لن يكون بين أضلُعك، وخفقاتك لن تكون موضع رأسي.. لم أستوعب بعد حقيقة أن الفراق باتَ أبديًا بتلك الطريقة المؤلمة، وأنني رغم أعوام الهجر لم أنساك يومًا ولم أغفل عن حقيقة حُبّك.
كيف سأكون لأحد غيرك؟ بل كيف سينبض قلبي لشخصٍ آخر من بعدك؟ كيف تكون كلمة "أحبك" من صوتٍ غير صوتك؟
أشعر أنني في كابوس مرعب أود أن أفيق منهُ قبل أن أقع صريعة الموت، العالم ضبابيّ جدًا.. فقدت ثقتي به كما فقدت ثقتي بعودتك مرة أخرى..
أصبحتُ أراكَ في كل شيء حولي، أبحث عنك في وجوه البشر جميعهم.. أتفقدك ككفيفٍ لا يستطيع إيجاد ضالته؛ فانتابهُ العجز والشتات..
أستطعتَ الحُب ثانية؟ كيف طاوعك قلبك لذلك؟ بل ويؤلمك رحيلها عنك.. هل جربتَ في هجرها علقم الفراق، ولوعة الاشتياق، وتفاقم الأنين في عتبات الذكريات؟ أنتابك يومًا شعورًا يماثل ما يختلج بداخلي؟ لا أعتقد فمن مثلُك لا يعرفُ الحُب.. يتخذهُ كلعبة مُسلية سرعان ما يمكن اهمالها وكسرها حيثما تشاء..
أرثيكَ قلبي، وعالمًا لم أخلقه إلا لك.. وأخيرًا أود اخبارك بأنني أحبُّك بقدر ذلك الخراب الذي سبَّبتهُ في قلبي.
#رسائللنتُرسل
#مريم_جمال
إرسال تعليق
0 تعليقات