عثرة عشق - مريم جمال
تساءَلت: متى نُحب؟
فأجابتني جوارحي: حين يكمن الحب به.
تلعثمت خواطري، وقرعت طبول قلبي، وطرحت أفكاري مخاوفها قائلة: وكيف الحُب؟
اعترتني نبضة قلق، رأيت الماضي بتوابعه التي أحالت أيامي خرابًا، كان بداخلي صوت يحثني على الفرار، يقول لي بأنين الانكسار أنَّ الحب يكون عندما يجب علينا الرحيل خشية خسارة من نُحب..
في ذلك الوقت تردد صوت أم كلثوم في الخلفية مُطمئنًا " العيب فيهم يا فِ حبايبهم، أما الحب يا روحي عليه!"
كنت أقف بين صراعاتِي صامتة لا أعرف ماذا أقول، قاطع ذلك الصمت سؤال قلبي:
- ماذا تعتقدين أنت؟
ماذا أعتقد؟ أنا لم أؤمن بالعقائد إلا عندما وجدته، كان عقيدتي الوحيدة بأنَّ هنالك شخص يماثل نفسك، يشبهك وكأنَّكما انقسمتما إلى شطرين في أجسادٍ مختلفة، لا تحتاج أن تظهر بشخص غيرك أمامه، لا يبهرك ما يراه الآخرون فيه بقدر انبهارك بكلِّ التفاصيل التي تجعل منه فردًا مميزًا عن الكون بأكمله..
لا أحبُّه، ولا أهيم بهِ عشقًا كما تفتن الفتيات به، لا أفكر بتلك الطريقة السطحية التي سريعًا ستنتهي بعد وقتٍ قصير.. أنا أراهُ أجمل السيئين، وأكثر العاصين إيمانًا، وأقرب إليَّ مني رغم النأي، تيمت بكل ما التمسته من إنفرادٍ فيه، شعرتُ أن هزائمي تصبح آلامها أقل وطأة في قربه، وأنَّ العالم ليس سيئًا طالما انتمى إليه، يشبه كل ما تمنيت وما تكبدته في حياتي كلها بحثًا عنه..
الحب يأتي عندما تدهسنا مأساوية الواقع، وعندما تجتاحنا الآلام فنصبح بعدها أشخاص لا نصلح لأي شيء، عندما تصبح قلوبنا خاوية لا نبض فيها، عندما ننطفء وينتهي الشغف والانبهار في أعيننا، حينها سيجمعك صدق قلبك فقط، ودليل روحك بأنَّ ذلك الاختيار سيكون ناضجًا بقدرِ ما يعتريك من حطام..
أحبُّه لأنه هو ولأنني بوجودهِ أكون أنا بدون تصنُّعٍ ولا تكلف، وبقدر إيماني أن الحياة لا تعطينا كل ما نحب، لذلك حتى لو حتم علينا الفقد لن يفقد ولهي أوجه لحظة واحدة..
#مريم_جمال
إرسال تعليق
0 تعليقات