من العقل المكدس بالتلاشي - مريم جمال
- مرحبًا..
أعلم كم أبدو مضطربة ربما كـبركان تحتدم نيرانه أو كمجرد وريقة تتمسك بآخر طرف في فرعها الهزيل.
لكن.. ماذا عن كأس معتقة من الأماني المدفونة في أقباء الذكريات، ربما كموعد مفاجئ لتفريغ التنهيدات المكنونة، أنا وأنتِ؟
= مرحبًا بكِ في عالمٍ مُكتظ بتلاشي الأمنيات، لذا عزيزتي رُبما عليكِ التغاضي عن تحقيق ما يحتم عليه تهدئة نيرانك.
تكابلت أفكاري ولم أجد مخرجًا من تلك القوقعة سوى أن نبحث عمن يشاركنا تساقطنا من أفرعِ أمانينا، فتمتزج أحزاننا مع متعة السقوط في وجود من نحب!
- أول رشفة بمرارة علقمٍ أخرجت من عيني الدمعات عنوة، وكبدايات المطر تتلاحق القطرات حتى يحول الندى سيولًا.
تتحدثين عن الرفقة كأننا نجد الحب في جيوب معاطفنا، وتتحدثين عن السقوط كأنه تحليق !
أعجب كل العجب من رقة الحزن ونعومة تساقط الأماني في حروفك، بينما تعطبت روحي وحيدة حبيسة الصمت. هل تجعل الرفقة من الحزن لعبة افعوانية تنتهي بضحكات سعيدة؟
= أبحثُ عن الوردية في أحرفي، مواراة لما أعانيه في الواقع..
بمناسبة الرفقة، فإن بعض الأشخاص يتلاعب وجودهم في أحداث حياتك بكل تعاستها وأفراحها، بكل خيباتها وأحلامها وتجد نفسك في نهاية المطاف تسقط فيهم بكل عشق!
ولأن النهايات ما هي إلا صفعات توقظنا فتنتهي معهم أيامنا سريعًا، ونعود لثقل الوحدة والتحطمات وتبعات التراكمات..
- ما فائدة التحليق والأجنحة خربة؟
نصعد درجات الأمل لنهبط أسفل أدنى دركات الخذلان بمحض الإرادة الحرة؟
أكاد اتناسى شفقتي على نفسي لاشفق على حديثك، تشبهين من يأكل السم واصفا حلاوة العسل!
ما ضير الوحدة وإن أكلت أرواحنا طالما هي الملاذ، وما عيب الألم طالما انتحرت السعادة؟
= لو كان لنا قدرة على إيقافِ الخفقات أو حتى قسوة البعد لما شعرنا بكل ذلك التخبُّط والألم
ولكن في النهاية ذلك فعلُ القلب، يسحقنا كما يشاء ورغمًا عنَّا نتلظَّى بمرارة الحب، ونستعذب حلوَهُ في طيَّاتِ صدرونا..
- أتعلمين؟
في بذرة الروح يقبع الشك، مؤخرًا نما حتى اخترقت فروعه إدراكي، تسائلت للحظة.. هل أنا بشر حقا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أم وعاء بشري ودواخل خردة.
أشبه العروس البلاستيكية، متكاملة وخاوية تماما..
لا أفهم عن أي قلب تتحدثين، وذلك الحب لم يطرق بابي قط؛ إن قصدتي بالقلب تلك المضغة المنقبضة هلعا أو منبسطة يأسا في يسار صدري فليست تحمل حبا ولا عشقا ولا تختزن لوعات الفُرقة، الحب هنا ما هو الا خدعة، ربما كالخمر التي نحتسي، تمرر الوقت تيها في عينين آخرين، فاحذري حيلة الدنيا.
= بل إنه سكرة عشق نثمل بها وندركها إدراك الواعي، محظوظ قلبك وبائس في الوقت ذاته..
لو أنَّكِ شربتيه فهنيئًا لكِ مذاقه، وإن لم تتلوَّعي بأثره فإنَّكِ واللهِ نجوتِ!
- إن كانت الثمالة كاستلقاء البدن المتعب على عشب أملس فيا سعة المرحب، وليجنبنا وإياكم تقلب الجسد على فراش من أشواك يدمي له الوجدان قبل الجثمان.
#مريم_جمال
#سهيلة_محي
إرسال تعليق
0 تعليقات